هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

زوار اليوم


    حديث اليوم الاثنين 30/10/1430

    الموسيقار 8
    الموسيقار 8
    عضو فعال
    عضو فعال


    عدد المساهمات : 247
    السٌّمعَة : 3
    تاريخ التسجيل : 03/08/2009

    جديد حديث اليوم الاثنين 30/10/1430

    مُساهمة من طرف الموسيقار 8 الإثنين أكتوبر 19, 2009 11:22 am

    الدين يسر




    ‏حدثنا ‏ ‏عبد السلام بن مطهر ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏عمر بن علي ‏ ‏عن ‏ ‏معن بن محمد الغفاري ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي سعيد المقبري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏
    ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إن الدين يسر ولن ‏ ‏يشاد ‏ ‏الدين أحد إلا ‏ ‏غلبه ‏ ‏فسددوا ‏ ‏وقاربوا ‏ ‏وأبشروا واستعينوا ‏ ‏بالغدوة ‏ ‏والروحة ‏ ‏وشيء من ‏ ‏الدلجة ‏





    فتح الباري بشرح صحيح البخاري

    ‏قوله : ( حدثنا عبد السلام بن مطهر ) ‏
    ‏أي : ابن حسام البصري , وكنيته أبو ظفر بالمعجمة والفاء المفتوحتين ‏

    ‏قوله : ( حدثنا عمر بن علي ) ‏
    ‏هو المقدمي بضم الميم وفتح القاف والدال المشددة , وهو بصري ثقة ; لكنه مدلس شديد التدليس , وصفه بذلك ابن سعد وغيره . وهذا الحديث من أفراد البخاري عن مسلم , وصححه - وإن كان من رواية مدلس بالعنعنة - لتصريحه فيه بالسماع من طريق أخرى , فقد رواه ابن حبان في صحيحه من طريق أحمد بن المقدام أحد شيوخ البخاري عن عمر بن علي المذكور قال " سمعت معن بن محمد " فذكره , وهو من أفراد معن بن محمد , وهو مدني ثقة قليل الحديث , لكن تابعه على شقه الثاني ابن أبي ذئب عن سعيد أخرجه المصنف في كتاب الرقاق بمعناه ولفظه " سددوا وقربوا " وزاد في آخره " والقصد القصد تبلغوا " ولم يذكر شقه الأول , وقد أشرنا إلى بعض شواهده ومنها حديث عروة الفقيمي بضم الفاء وفتح القاف عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن دين الله يسر " , ومنها حديث بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " عليكم هديا قاصدا , فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه " رواهما أحمد وإسناد كل منهما حسن . ‏

    ‏قوله : ( ولن يشاد الدين إلا غلبه ) ‏
    ‏هكذا في روايتنا بإضمار الفاعل , وثبت في رواية ابن السكن وفي بعض الروايات عن الأصيلي بلفظ " ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه " , وكذا هو في طرق هذا الحديث عند الإسماعيلي وأبي نعيم وابن حبان وغيرهم , والدين منصوب على المفعولية وكذا في روايتنا أيضا , وأضمر الفاعل للعلم به , وحكى صاحب المطالع أن أكثر الروايات برفع الدين على أن يشاد مبني لما لم يسم فاعله , وعارضه النووي بأن أكثر الروايات بالنصب , ويجمع بين كلاميهما بأنه بالنسبة إلى روايات المغاربة والمشارقة , ويؤيد النصب لفظ حديث بريدة عند أحمد " إنه من شاد هذا الدين يغلبه " ذكره في حديث آخر يصلح أن يكون هو سبب حديث الباب . والمشادة بالتشديد المغالبة , يقال شاده يشاده مشادة إذا قاواه , والمعنى لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب . قال ابن المنير : في هذا الحديث علم من أعلام النبوة , فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع , وليس المراد منع طلب الأكمل في العبادة فإنه من الأمور المحمودة , بل منع الإفراط المؤدي إلى الملال , أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأفضل , أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة , أو إلى أن خرج الوقت المختار , أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة , وفي حديث محجن بن الأدرع عند أحمد " إنكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة , وخير دينكم اليسرة " وقد يستفاد من هذا الإشارة إلى الأخذ بالرخصة الشرعية , فإن الأخذ بالعزيمة في موضع الرخصة تنطع , كمن يترك التيمم عند العجز عن استعمال الماء فيفضي به استعماله إلى حصول الضرر . ‏

    ‏قوله : ( فسددوا ) ‏
    ‏أي : الزموا السداد وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط , قال أهل اللغة : السداد التوسط في العمل . ‏

    ‏قوله : ( وقاربوا ) ‏
    ‏أي : إن لم تستطيعوا الأخذ بالأكمل فاعملوا بما يقرب منه . ‏

    ‏قوله : ( وأبشروا ) ‏
    ‏أي : بالثواب على العمل الدائم وإن قل , والمراد تبشير من عجز عن العمل بالأكمل بأن العجز إذا لم يكن من صنيعه لا يستلزم نقص أجره , وأبهم المبشر به تعظيما له وتفخيما . ‏

    ‏قوله : ( واستعينوا بالغدوة ) ‏
    ‏أي : استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأوقات المنشطة . والغدوة بالفتح سير أول النهار , وقال الجوهري : ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس . والروحة بالفتح السير بعد الزوال . والدلجة بضم أوله وفتحه وإسكان اللام سير آخر الليل , وقيل سير الليل كله , ولهذا عبر فيه بالتبعيض ; ولأن عمل الليل أشق من عمل النهار . وهذه الأوقات أطيب أوقات المسافر , وكأنه صلى الله عليه وسلم خاطب مسافرا إلى مقصد فنبهه على أوقات نشاطه ; لأن المسافر إذا سافر الليل والنهار جميعا عجز وانقطع , وإذا تحرى السير في هذه الأوقات المنشطة أمكنته المداومة من غير مشقة . وحسن هذه الاستعارة أن الدنيا في الحقيقة دار نقلة إلى الآخرة , وأن هذه الأوقات بخصوصها أروح ما يكون فيها البدن للعبادة . وقوله في رواية ابن أبي ذئب " القصد القصد " بالنصب فيهما على الإغراء , والقصد الأخذ بالأمر الأوسط . ‏
    ‏ومناسبة إيراد المصنف لهذا الحديث عقب الأحاديث التي قبله ظاهرة من حيث إنها تضمنت الترغيب في القيام والصيام والجهاد , فأراد أن يبين أن الأولى للعامل بذلك أن لا يجهد نفسه بحيث يعجز وينقطع , بل يعمل بتلطف وتدريج ليدوم عمله ولا ينقطع . ثم عاد إلى سياق الأحاديث الدالة على أن الأعمال الصالحة معدودة من الإيمان فقال : باب الصلاة من الإيمان . ‏

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 12, 2024 10:41 pm